حكم التقبيل في نهار رمضان
يختلف حُكم تقبيل الرجل لزوجته في نهار رمضان بحسب الحالة، وفي هذا المقال تفصيل ذلك.
-الجواز:
يباح التقبيل لمن يملك نفسه ويتمكن من ضبط شهوته وعدم تحركها التي من الممكن يوقعه في المحظور، لحديث عائشة رضي الله عنها :” كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ.” أي لشهوته.
وكان بعض الصحابة يرخص فيها للكبير دون الشاب، مثل ابن ابن عباس رضي الله عنه، عندما سئل عن القبلة للصائم قال.” أرخّص فيها للكبير وأكرهها للشاب”، والعبرة في الجواز هو ضبط النفس والشهوة.
الكراهة والتحريم:
هنا الكراهة تكون للإنسان الذي لا يستطيع ضبط شهوته، حتى وإن كانت لا تفسد الصيام، حيث ذهب بعض العلماء من الشافعية على أنها مكروهة كراهة تحريمية، وفي قولٍ آخر أنّ الكراهة تنزيهيه، فالأوْلى تركها حتى وإن كان الشخص قادراً على ضبط نفسه وشهوته، ولا ويوجد فرق بين الكبير والشاب، وذلك لأن العبرة بضبط تحرك الشهوة من عدمه.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور من الشافعية والحنابلة والحنفية، بينما المالكية فكرهوها بشكل مطلق، وهذا الحكم في حالة عدم خروج المذي، فإن تبعها خروج للمذي فهو محرم عند الإمامين أحمد ومالك، بخلاف الإمامين الشافعي وأبي حنيفة.
أثر تقبيل الزوجة على صحة الصوم
يختلف أثر تقبيل الزوجة على الصيام بحسب الحال، وفي هذه الحالات تفصيل ما يلي: عند الفقهاء: أثر الإنزال وذلك بسبب التقبيل على الصوم، واتفق الفقهاء على أن نزول المني ان كان باللمس أو القبلة أو المعانقة مفسد للصيام، وذلك لأن نزوله كان بمباشرة الزوجة، فهذا يشبه الجماع في غير الفرج.
أثر الإمذاء بسبب التقبيل على الصوم: وهنا تعددت آراء الفقهاء في أثر نزول المذي بسبب القبلة على الصيام على قولين، وهي كما يأتي:
القول الأول: المذي وهو مفسد للصيام، وقالوا الحنابلة والمالكية، إن نزول المذي يفسد عبادة الصيام، ويرى الإمام أحمد أن خروج المذي هو تحقيق للشهوة لأنه ناتج عن طريق المُباشرة، فأشبه المني ويختلف عن البول.
وجاء عن المالكية جواز القبلة للصائم ما لم يتم نزول المذي، فإن خرج وجب إمساك باقي اليوم وقضاءه في يوم آخر.
القول الثاني: خروج المذي لا يفسد الصوم وهو قول الشافعية والحنابلة، فقال الشافعية، لو قبل الزوج أو لمس زوجته وهو صائم فأمذى، فلا غسل عليه لأنه كالبول، بينما ورد عن الحنفية أن إنزال المذي بسبب القبلة لا يؤثر على صحّة الصيام، وذلك لأن المذيّ عندهم ليس بشيء.
واستدل القائلون بأن القبلة لا تفطر حتى وان كانت بشهوة بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام :”هششتُ فقبَّلتُ وأنا صائمٌ، فجئتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقلت لقد صنعَت اليومَ أمرًا عظيمًا، قال: وما هو؟ قلت، قبَّلتُ وأنا صائمٌ، قال: أرأيتَ لَو تمَضمَضْتَ من الماءِ؟ قلتُ: إذًا لا يضرُ؟ قال: ففيمَ.”
الاحتياط في الطاعات
من المهم معرفة ان العبادات والطاعات تبنى على الاحتياط، والقيام بها على أكمل وجه، ليكون المكلف بريء الذمة، ويحصل بها على الأجر والثواب، ومن اهم هذه العبادات، عبادة الصيام، حيث أوجب الله تعالى على المسلمين الاحتياط في أدائها في عددٍ من الآيات، قال الله سبحانه وتعالى :”وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ.” ويجب على المسلم ان يحافظ على صيامه والبعد عن كل ما يُفسده.